
إن مسارات العمل الأكاديمي تتسم بالغزارة وتعدد الروافد لذا على كل متخصص أن يتشبث بتخصصه أو ببعض روافده وان ساقته الأقدار لمجالات أبعد نسبيا عن تخصصه يتحتم عليه التركيز على المشتركات بين هذه المجالات ليبقيها روافد تصب في مساره المتميز
على سبيل المثال قد يتخصص المعلم في أحد العلوم أو المجالات الإنسانية أو العلمية مما يجعله يتتبع ينغمس فيها دون أن يتتبع روافدها مما يجعله أشبه بمن يبصر من منظار ممتد ولكنه شديد الضيق في حين تتبع روافد العلوم يجعل للمرء نوافذ متسعة ورؤية واسعة ويجعله ذو غيث ونفع لمن حوله
على النقيض قد يشتت المرء نفسه بين علوم متباينة لا مشتركات بينها عندها يبذل الكثير من الجهد ولكن يهدر الكثير من الفرص حيث لم تعد المعارف ذات انتاج محدود أو حتى غزير بل هي ذات قفزات وانفجارات متتابعة ولعل علماء القرون الماضية كان لديهم القدرة والرفاهية أن يتشعبوا في مناحي معرفية متباينة حيث جعلوا من أفكارهم نبت صالح لتأسيس علوم ومعارف أضاءت لمن حولهم ضياءا منيرا سارع إليه الكثيرون ليرسموا له روافد زادت من اتساعه حتى بات درب متشعبا من دروب المعارف
حقيقة أن العمل والعلوم الأكاديمية ذات تشعب كبير تحتم علينا أن ننتقي الفرص المناسبة التي تدعم مجالات التخصص ونحرص على الا نهدر الوقت والجهد في مسارات متباينة تشتت الذهن