
سمعت مؤخرا عن أحد المسلسلات التركية الذى استحوذ على اهتمام المشاهدين في المنطقة العربية و كثير منا شغوف بالفترات التاريخية التي كانت حافلة بالمعارك و الصراعات و الانتصارات و قصص المحاربين
هذا المسلسل يتناول سيرة المؤسسين الأوائل للدولة العثمانية التي نشأت في ظروف صراع التتار مع الدولة الإسلامية و التي نجم عنها سقوط الخلافة العباسية و تدمير عاصمتها بغداد عام ٦٥٦م ١٢٥٨ه.
حدود عام ٦١٧م كانت هناك قبائل تركية تحترف الرعي في مناطق كردستان و آسيا الصغرى و منها قبيلة قايى و زعيمها سُليمان شاه القايوي
و هو جد عثمان مؤسس الدولة العثمانية الذى اضطر أن يقود قبيلته و يهاجر إلى الأناضول هربا من هجمات التتار بقيادة جنكيز خان حيث استقر بمدينة أخلاط
بعد وفاة سليمان شاه تولى ابنه الأوسط ارطغرل قيادة القبيلة و اهتم بتدريب أفرادها تدريبا عسكريا استعدادا للدفاع عن القبيلة
و قد لعب الحظ لصالح ارطغرل حين تصادف مروره راجعا إلى الأناضول مع ساحة قتال
لجيش يتبع الأمير علاء الدين كيقباد الاول سلطان قونية و هي إحدى الامارات السلجوقية
و كان جيشه على وشك الانهزام و لكن انضمام جيش ارطغرل إليه ساعد في انتصاره .
قام الأمير علاء بمكافأة ارطغرل بإقطاعه عدة أقاليم و مدن .
لما توفى ارطغرل قام الأمير علاء بتعيين عثمان مكان والده

عثمان بن ارطغرل
وهو المولود عام ٦٥٦م ١٢٥٨ه و هو نفس عام سقوط الدولة العباسية في بغداد
قام عثمان الاول بتأسيس الدولة العثمانية التي امتد حكمها لقرابة ٦٠٠ عام و كانت تسيطر على مناطق عدة في قارات اسيا، افريقيا و أوروبا
و هي دولة لها مكانة عاطفية خاصة لدى كثير من الناس حيث كانت تمثل آخر كيان جامع لعدة مناطق يجمعها الجوار و اللغة و الدين و كثيرا ما عارضت الطموحات الاستعمارية للدول الأوربية
و قد بلغت أوج قوتها خلال القرنين السادس عشر و السابع عشر الميلاديين
يأتي هذا المسلسل الان(قيامة عثمان) ليثير الجدل و التساؤل من جديد حول دور الدولة العثمانية في منطقتنا العربية هل كان ايجابيا أم سلبيا
يظل السؤال معلقا و مشجعا الدارسين على الاجتهاد وابداء الرأي و محفزا للجمهور ليصطفوا و يشاهدوا المسلسل